إدريس الأول الملقب ب الأمير مولاي ادريس مكناس
هو إدريس، عم الحسين وأخو محمد النفس الزكية، أحد أبرز رجالات العلويين الذين ثاروا على العباسيين مرات عديدة منذ توليهم الخلافة سنة 132هـ/750م. ففي سنة 169 هـ/786 دخل العلويون بزعامة الحسين بن علي بن الحسن المثلث في حرب دارت رحاها بموقع فخ، سحقها الخليفة الهادي، وفر إدريس الأول الملقب ب الأمير مولاي ادريس مكناس في اتجاه الغرب باحثا عن مكان آمن وبعيد عن أعدائه ومواليهم من العباسيين.
دخل المولى إدريس إلى المغرب رفقة مولاه راشد، فاستقر بمدينة طنجة، وبدأ يدعو القبائل المغربية لنصرة دعوته قبل أن يحل بمدينة وليلي سنة 172هـ/789م، وتبايعه قبيلة أوربة، إحدى أبرز القبائل البربرية بالمنطقة "على الإمارة والقيام بأمرهم وصلواتهم وغزوهم وأحكامهم". عمل إدريس الأكبر على تكوين جيش من قبائل زناتة وأوربة وصنهاجة وهوارة، وبدأ في شن حملات كان الهدف منها توحيد البلاد ونشر الإسلام بين باقي القبائل. وبفضل التفاف المغاربة حوله، وشجاعته وعزيمته، استطاع إدريس أن يبني دولة امتدت أراضيها بين بلاد تامسنا على المحيط الأطلسي غربا إلى أراضي تلمسان بالمغرب الأوسط شرقا.
أدى هذا النجاح إلى تخوف الخلافة العباسية من تزايد قوة إدريس وزحفه في اتجاه الشرق؛ فبعث هارون الرشيد بعميل ماكر ماهر، بمساعدة إبراهيم بن الأغلب الذي كان مرشحا آنذاك لولاية بلاد إفريقية (تونس)، قصد اغتيال إدريس ووضع حدا لتصاعد دعوته. استطاع المدعو الشماخ أو سليمان ابن جرير من التقرب من أمير الأدارسة، فتحين الفرصة ودس له سما، أدى إلى وفاته سنة 177 هـ/793م، ودفن بجبل زرهون حيث يتواجد ضريحه الذي سار قبلة سنوية للعديد من الأشراف الإدريسيين ، ونواة تطورت حولها مدينة زرهون.